-عبد الرزاق طريبق –
بعزيمة قوية وإرادة لا تقهر، تخوض نوال العريف (20 عاما) ابنة مدينة ميدلت ، بانتظام ، تمارينها الشاقة سعيا للتميز وتحقيق النجاح في رياضة التيكواندو، غير عابئة لإعاقتها الخلقية في اليد، التي جعلت منها حافزا للمضي إلى الأمام.
-تقول نوال ”لم أول إعاقتي مطلقا أي اهتمام، فمنذ صغري، وأنا أواجه المجتمع، حتى وأنا تلميذة قطنت في الداخلية وتحملت مسؤوليتي لوحدي، فلم تكن الإعاقة عائقا أمام طموحاتي وتحقيق هدفي فإرادتي قوية وعزيمتي أقوى“.
وتضيف في لقاء مع وكالة المغرب العربي للأنباء ”الآن وبعد حصولي على أول ميدالية نحاسية بمصر، فرحت كثيرا واعتبرتها تتويجا لمجهوداتي وتضحياتي الكبيرة وأيضا لمجهودات مدربي وتضحيات أبواي اللذين كافحا من أجلي. طموحاتي الآن كبيرة لعل أبرزها التحضير بشكل جيد للألعاب الأولمبية لطوكيو 2020 لتحقيق نتائج إيجابية لرفع راية الوطن عاليا“.
بدأت نوال العريف ممارسة التايكواندو في العام 2017 بنادي “نادي سماعيلي 2 للتايكواندو وذوي الاحتياجات الخاصة” بمكناس، وسرعان ما تفوقت في تداريبها وأبانت عن مؤهلات كبيرة في هذه الرياضة أثارت اهتمام مدربها عزيز سماعيلي وهو أيضا الناخب الوطني للجامعة المغربية للباراتاكواندو، فدخلت الفريق الوطني البارأولمبي وكانت أولى مشاركاتها الدولية في بطولة إفريقيا بأكادير العام 2017.
إثر ذلك شاركت في صفوف الفريق الوطني في بطولة العالم في أنطاليا بتركيا في 2019 ثم بطولة إفريقيا المقامة بالغردقة بمصر (19 و20 فبراير الماضي) حيث حصلت على الميدالية البرونزية في وزن أقل من 49 كلغ صنف ك44.
وتواصل نوال العريف حاليا تداريبها بنشاط استعدادا لتصفيات الألعاب الأولمبية لدورة طوكيو والتي ستجرى إقصائياتها عن القارة الإفريقية بأكادير في فبراير 2020. لكن شغفها بالرياضة لم يشغلها عن تتبع دراستها في تخصص الأنفوغرافيا بمعهد متخصص بتيكنبول مدينة وجدة.
تقول نوال العريف المزدادة بتاريخ 20 يناير 1998 “كان لدي حب الرياضة منذ الصغر، حيث كنت ألعب كرة القدم وأزاول مختلف الأنشطة الرياضية بالثانوية، وعند انتقال الأسرة للإقامة بمكناس، اكتشفت ولعي بالتيكواندو بعد انخراطي في ”جمعية سماعيلي 2“ لقد أحببت هذه الرياضة ووجدت فيها ذاتي، ربما لكوني كنت دوما أبحث عن التحدي فمنذ صغري وأنا أسعى لمواجهة مختلف التحديات، ومجابهة مختلف الصعوبات ففي السابق وانا تلميذة قطنت في المدرسة الداخلية، والآن أنا أقطن لوحدي في مدينة وجدة حيث أتابع دراستي بعيدة عن بيت العائلة”.
وتضيف “لدي إرادة قوية للفوز ومؤمنة بأنني سأصل، ومتفائلة للمستقبل، فحلمي أن أكون بطلة عالمية وأفرض ذاتي وأشرف بلدي”.
يقول عزيز سماعلي مدرب المنتخب الوطني للبارتاكواندو ورئيس جمعية ”سماعيلي 2 للتيكواندو ولذوي الاحتياجات الخاصة“ إن عزيمة نوال كانت قوية منذ أن قدمت الى الجمعية لأول مرة رفقة أمها من أجل بدء التداريب.
وأضاف ”حينها أوضحت لها مزايا هذه الرياضة وفوائدها النفسية والذهنية والبدنية والاجتماعية، بعد ذلك خاضت تداريب شاقة وفي نفس الوقت هادفة“.
ويتابع ”رغم أنها مارست رياضة التاكواندو لوقت وجيز، الا أنها استطاعت تحقيق مستوى كبير ما جعلها تبرز بشكل جيد خلال بطولة إفريقيا المقامة في مدينة أكادير ثم لاحقا في بطولة العالم بأنطاليا رغم أنها كانت أول تجربة دولية لها، ثم توجت مجهوداتها بميدالية نحاسية في الغردقة، ولولا إصابتها على مستوى الركبة لحققت نتائج أفضل، وهي الآن استأنفت تداريبها بشكل جدي وهادف استعدادا للألعاب الأولمبية لطوكيو 2020“.
يسير عزيز سماعلي هذا النادي الذي يوجد به قسم لإعداد وتكوين أبطال من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا يخفي ارتياحه للنتائج المحققة لغاية الآن، فخلال البطولة الإفريقية الأخيرة بمصر كان البطلان المغربيان الوحيدان المتوجان من أبناء هذا النادي.
ويتعلق الأمر بالإضافة لنحاسية نوال العريف برشيد اسماعيلي علوي الفائز بذهبية صنف ك43 لوزن فوق 75 كلغ.
وفي هذه البطولة أيضا حقق البطلان سكينة الصبار (ك44 أقل من 49 كلغ) وأيوب الدويش (أقل من 61 كلغ) نتائج جيدة.
ويقول سماعيلي تعود فكرة هذا النادي لسنة 1990 بهدف دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة الاجتماعية عن طريق ممارسة رياضة التايكواندو، معربا عن أمله في توسع مثل هذه المبادرات وتنوعها في مختلف المناطق لاكتشاف الأبطال ومواكبتهم وإعدادهم.
ويضيف متحدثا عن نوال العريف ”تعاملت مع مجموعة من الأبطال. وكل بطل ألاحظ ميزاته ومؤهلاته. وبالنسبة لنوال ما أثار انتباهي هو جديتها في التداريب، ثم كونها ذات هدف تعمل من أجله هو الفوز والتتويج، كما أنها شديدة الاهتمام بدراستها وهو ما يجعلني متيقنا من أنها ستكون متفوقة في دراستها ومسيرتها الرياضية“.