صدر حديثا للشاعر والناقد الفني بوجمعة العوفي كتاب بعنوان “الشعر والتشكيل في القصيدة المغربية المعاصرة”.
والكتاب الذي يقع في 300 صفحة من الحجم المتوسط من منشورات مؤسسة “باحثون للدراسات والأبحاث والنشر والاستراتيجيات الثقافية” بتازة، وقام بتصميم غلافه فنان الغرافيك عادل فهمي.
ويتناول الكتاب بالدراسة والتحليل مختلف الإشكالات والأسئلة والقضايا التي تطرحها علاقة الشعري بالتشكيلي في القصيدة المغربية والعربية المعاصرة. فمسائل اللساني والبصري، أو المقروء والمرئي، سواء في الثقافات الشفاهية أو الكتابية، هي أيضا ما يطرحه هذا التمايز الملحوظ للصيغ والحدود التدوينية والتوصيلية، المميزة لكل من المقروء (كلغة مكتوبة)، والمرئي (كأشكال وعلامات ورموز غير لسانية).
الحديث في هذا الكتاب عن الشعري والتشكيلي في التجربة الشعرية المغربية المعاصرة، هو، حسب المؤلف، بالضرورة حديث عن رهان جمالي وبصري لهذه التجربة. رهان يعمل على نقل القصيدة إلى آفاق أخرى، تطبعها أساسا شعرية المغايرة والاختلاف وأسئلة الكتابة. أي بالمعنى الذي تكون من خلاله هذه الكتابة (القصيدة) قادرة على مجاوزة كتابة السماع والإنشاد نحو كتابة البصر وشعرية العين. ومن ثم، كان على بعض هذه النماذج الشعرية المعاصرة والمغايرة في المغرب والعالم العربي، أن تقوم بالعديد من المحاولات لتتجاوز فنيا شعرية السماع، نحو كتابة البصر، وتؤسس، بالتالي، لشعرية العين، ولقصيدة التشكيل على وجه التحديد.
ويواكب هذا التوجه في الكتابة البصرية للقصيدة تحولات المتلقي نفسه الذي غير كثيرا من نمط استقباله للشعر، ولم يعد مكتفيا بخصيصة السماع فقط، خصوصا حين أعادت الوسائط الحديثة وكثافة البصري وخصوبته ترتيب خصائص التواصل والتلقي في المسموع والمرئي على حد سواء، وذلك وفق لغاتها، وخطاباتها الإيحائية، وانفجارها العلاماتي المذهل.
يعزز الكتاب الجديد سلسة إصدارات متنوعة، شعرا ونقدا، لبوجمعة العوفي الذي ولد بتازة عام 1961. فمما صدر له في الشعر “بياضات شيقة” و “أصدقاء يغادرون حنجرتي”، “البياض يليق بسوزان”. وفي النقد الفني، ألف العوفي “النقد التشكيلي بالمغرب بين القراءة والترجمة : تجربة حسن المنيعي”، ” التشكيل المغربي : الهوية والتجريب”. وفي حوار بين الشعر والفوتوغرافيا، صدر له ” هوامش لذاكرة العين” الى جانب مؤلفات أخرى فردية وجماعية.