انطلاق فعاليات النسخة ال 21 من مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية

انطلقت الجمعة بموقع وليلي الأثري فعاليات النسخة ال 21 من مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، بشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس، وبتعاون مع مجلس عمالة مكناس.

 

وينظم المهرجان إلى غاية 25 يوليوز الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتعاون مع جماعة مكناس وجماعة المشور الستينية.

وقدمت خلال حفل افتتاح المهرجان بموقع وليلي الأثري عروض فنية متنوعة، ضمنها لوحة استعراضية تحت عنوان “ليلة بألوان وليلي”، وعرض فني لرقصة تسكوين كتراث عالمي غير مادي. وأكد الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، عبد الإلاه عفيفي في كلمة افتتاحية بالمهرجان، إن التظاهرة تشكل مناسبة للإحتفال ببلوغ 25 سنة على تسجيل موقع وليلي الأثري ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو باعتباره واحدا من بين تسعة مواقع أثرية مغربية حظيت بهذا التتويج الدولي. وثمن السيد عفيفي جهود كل الشركاء والفاعلين المساهمين في تنظيم المهرجان وجعله لحظة للإحتفاء بالتنوع الثقافي المغربي والإفريفي والدولي، في ترسيخ ثمين لقيم الانفتاح والتعاون المشترك والتعايش والتسامح التي ميزت على الدوام علاقات المملكة المغربية مع محيطها الاقليمي والعربي والدولي، ومع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية. من جهته، أبرز رئيس مجلس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، الخصائص التي تتميز بها الجهة، حيث تعد من بين أغنى وأعرق الجهات ثقافيا على المستوى الوطني لما تتوفر عليه من رصيد تاريخي وحضاري كبير، مما دفع منظمة اليونسكو إلى تصنيف فاس ومكناس ووليلي تراثا إنسانيا عالميا. وأضاف السيد الأنصاري أن تنظيم المهرجان يشكل مناسبة حقيقية لتثمين الرصيد الحضاري وتسويق المؤهلات الثقافية للجهة والتعريف بها، معتبرا أن التظاهرة تمثل جسرا للحوار بين مختلف الثقافات والحضارات في مغرب ثقافي يتميز بالتعددية والتسامح. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية M24، أوضحت رئيسة مصلحة الشؤون الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة فاس مكناس، نادية برشيد، إن المهرجان مناسبة سانحة للاحتفال بالفضاء التراثي لوليلي من خلال إعادة الحياة له بعد توقف سنتين بسبب الجائحة. وأشارت إلى البرمجة الغنية والمتنوعة لبرنامج المهرجان الذي يجمع ما بين ألوان وأنماط موسيقية من المغرب والقارة الإفريفية وبلدان من قارات أخرى. بدورها، عبرت الفنانة لالة عائشة من بوركينافاصو، في تصريح مماثل، عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان والتواجد في قلب المدينة الأثرية لوليلي من أجل تقاسم الثقافة والحب وقيم التسامح والعيش المشترك. وتجمع فعاليات الدورة ال 21 من المهرجان بين التبادل الثقافي والتلاقح الفني من جهة، وبين المتعة والفرجة الموسيقية من جهة أخرى، من خلال برمجة سهرات فنية يحييها فنانات وفنانون وفرق تراثية، من داخل المغرب ومن خارجه(فرنسا، اسبانيا، البرتغال، السينغال، ساحل العاج)، يستعرضون أنماطا وألوانا من الإبداع الفني والتراث الموسيقي التقليدي. ويعتبر مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية، من المهرجانات التي ترتبط بموقع أثري وتاريخي قديم، شأنه في ذلك شأن مهرجانات المواقع الأثرية الكبرى، كمهرجان جرش، ومهرجان قرطاج… كما يشكل المهرجان موعدا سنويا لمد الجسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، والاحتفاء بالموروث الثقافي بمختلف أنماطه وتعبيراته وانتماءاته الجغرافية وبالإبداع الفني، كما يعد مناسبة لرد الاعتبار للممارسين والساهرين على استمرارية هذا التراث الثقافي والفني. ويعد مهرجان وليلي أيضا فرصة للفت الانتباه إلى الخصائص السياحية والحضارية والتاريخية للمواقع والفضاءات المجالية والجغرافية التي تحتضنه (الموقع الأثري وليلي، منطقة زرهون ومدينة مولاي إدريس زرهون، المدينة العتيقة لمكناس:ساحة صهريج السواني و ساحة لاكورا)، والمساهمة في تعزيز الإشعاع الثقافي والفني لهذه المناطق، وإدماجها في محيطها الاقتصادي والاجتماعي.